أخبار دولية

وسط موجة من الهلع دفعت المهاجرين إلى مغادرة تونس

تم استقبل الكولونيل مامادي دومبويا، رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا، الأربعاء 1 مارس، على أرض المطار في كوناكري، حوالي خمسين من مواطنيه لدى عودتهم من تونس على متن طائرة استأجرتها الحكومة لإجلائهم بعدما تصاعدت الهجمات ضد المهاجرين الأفارقة منذ التصريحات المثيرة للجدل والتي أدلى بها الرئيس قيس سعيد.

فهذه أول رحلة تنظمها الحكومة الغينية لإجلاء مواطنيها من تونس منذ الخطاب العنصري الذي ألقاه سعيد قبل أسبوع، ودعا فيه إلى اتخاذ إجراءات مستعجلة ضد المهاجرين الأفارقة المقيمين بصورة غير نظامية.

وقال الرئيس قيس سعيد  إن وجود هؤلاء المهاجرين غير النظاميين في تونس هو مصدر للعنف والجرائم وجزء من ترتيب إجرامي والدي يهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية لتونس.

فما أن حطت الطائرة في مطار كوناكري حتى ترجل منه العائدون، وفي مقدمهم نساء يحملن أطفالهم الرضع.

فمن بين هؤلاء الأمهات الثلاثينية مارييتو ديالو، التي قالت لوكالة فرانس برس ورضيعها على ذراعها: كنت قد ذهبت من أجل الولادة حين بدأت هذه المشكلة. في المستشفى في تونس، لمسنا مشاعر الكره والرفض ضدنا .

ويعاني النظام الصحي في غينيا من مشاكل عديدة، من جراء سنوات من سوء الإدارة من جانب السلطات المتعاقبة. بالمقابل، تُعتبر تونس وجهة للكثير من الأجانب الذين يسعون إلى الحصول على رعاية طبية جيدة.

والأم الشابة أفادت بأن مرافقتها في رحلة الاستشفاء هذه أتت على عجل لاصطحابي حتى قبل انتهاء إقامتي في المستشفى. على طول الطريق، نجونا من هجومين ورضيعي بين يدي. كان الأمر مروعا وخطرا .

بدوره، قال الأربعيني ألغاسيمو سانغاري لفرانس برس إنه كان في صفاقس وسط شرق تونس وأراد عبور البحر للذهاب إلى إيطاليا؛ لكن الشعور المناهض لدوي البشرة السوداء دفعني إلى الذهاب إلى تونس العاصمة .

وأوضح أنه توجه من صفاقس إلى تونس على متن سيارة برفقة امرأتين تونسيتين.

وأضاف: ففي الطريق، كدت أن أُقتل عند حاجز أقامه شبان متفلتون. هاتان التونسيتان هما من أنقذتا حياتي لأنهما صاحتا في وجوههم .

ومن جهته، قال موريساندان كوياتي، وزير الخارجية الغيني، لفرانس برس، إن الطائرة التي استأجرتها حكومته والتي ذهب على متنها إلى تونس لاصطحاب مواطنيه الراغبين في المغادرة أعادت 49 غينيا إلى بلدهم.

كما أضاف أن الحكومة ستقيم جسرا جويا بين كوناكري وتونس لإعادة كل من يرغب بمغادرة تونس.

وحسب مسؤول في الشرطة، فإن من بين العائدين هم أطفالا دون العاشرة من العمر ورضعا.

وقد قالت الرئاسة الغينية  في بيان، إن الوزير كوياتي أُرسل إلى تونس على متن طائرة استأجرها المجلس العسكري الحاكم “للذهاب على وجه السرعة لمساعدة الغينيين.

كما أثار الخطاب في تونس موجة ذعر في صفوف المهاجرين من جنوب الصحراء الذين أبلغوا منذئذ عن تصاعد الهجمات ضدهم فيما هرع عشرات منهم إلى سفاراتهم لإعادتهم إلى بلادهم.

وعلى حسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، يقيم في تونس البالغ عدد سكانها 12.000.000 نسمة، أكثر من 21.000 مهاجر من دول أفريقيا جنوب الصحراء، ومعظمهم في وضع غير نظامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى