هل فعلا تم التنبؤ .. ب زلزال تركيا وسوريا الأخير؟
في اليوم الثالث من فبراير/سنة 2023، نُشرت تغريدة على موقع تويتر تحذر من زلزال قوي سيضرب تركيا وسوريا والأردن “عاجلا أم آجلا”، وشاهد تلك التغريدة حتى الآن أكثر من 50000.000 شخص، لكن كثيرين منهم شككوا في جدية هذا “التنبؤ” بناءً على اعتبارات فلكية.
وفي ضوء تلك التغريدة والجدل المثار بشأنها، أعدت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا بدأته بالسؤال التالي: وبعد الزلزالين الكبيرين اللذين ضربا تركيا وسوريا في اليوم السادس من فبراير/ 2023، والدي كان مركزهما في الأراضي التركية؛ فهل يمكننا الآن القول إن التنبؤ بالزلازل أصبح ممكنا عن طريق مراقبة حركة الكواكب؟
حيث تقول الصحيفة ليبراسيون إن هولنديًّا يدعى فرانك هوجربيتس كتب في حسابه بتويتر في الثالث من فبراير أن زلزالا بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر سيضرب المنطقة الجنوبية الوسطى من تركيا والأردن وسوريا ولبنان، وأن الرجل نفسه قال عشية نشر تغريدته في مقطع فيديو على يوتيوب إن هناك خطرا بوقوع زلزال كبير في نحو الخامس والسادس من فبراير/شباط، بناءً على حسابات ذات علاقة بقوى جذب القمر والشمس وعطارد والمشتري.
وأضافت ليبراسيون في صفحتها الخاصة بالتأكد من “صحة الأخبار” أن ثمة من رأى في ما فعله هذا الهولندي دليلا على إمكانية التنبؤ بالزلازل، وأن علم الفلك هو مساعد للجيوفيزيائيين جدير بالثقة، ومع ذلك وكما تقول الصحيفة فإن تقدير أداء المتنبئ مهما كان الذي تكهن به لا ينبغي الاقتصار فيه على نجاح ذلك التنبؤ، بل يجب أيضا أن يؤخذ في الاعتبار نسبة ذلك النجاح مقارنة بجميع توقعات ذلك الشخص.
هنا، لفتت الصحيفة ليبراسيون إلى أن الشخص الذي يضاعف من التنبؤات قد يصادف قدرا فينجح تنبؤه، مشيرة إلى أنه في حالة فرانك هوجربيتس ، ورغم أنه لم ينشر أبدًا مقالًا علميًا في مجلة علمية ذات شأن، فإنه ما فتئ وعلى طول السنة يعلن احتمال حدوث زلازل، وكان في كل مرة يذكر أنه توصل لذلك عبر اعتبارات فلكية.
ولكن الصحيفة في المقابل قد تساءلت:
هل يمكننا إذن أن نستنتج أنه لا يوجد جرم سماوي له تأثير على حدوث الزلازل؟
لترد بأن قوى الجذب التي تلعب بين الأرض والكواكب الأخرى في النظام الشمسي لا تأثير لها يذكر على الظواهر المعنية هنا، والأمر الذي جعل الباحثين المختلفين الذين قابلتهم الصحيفة يجمعون على أن مقاربة فرانك هوجربيتس خاصة ادعاءه بأن ثمة تأثيرا خاصا لكوكب المشتري وعطارد على الظواهر في الأرض تدخل ضمن خانة “العلوم الزائفة”.
ومن ناحية أخرى، تقول صحيفة ليبراسيون إن فكرة القوى المشتركة للقمر (القريب بشكل خاص) والشمس (الضخمة بشكل خاص) التي يمكن أن يكون لها تأثير هامشي وهذه هي الكلمة المهمة على الزلازل؛ هي ليست فكرة سخيفة في حد ذاتها.
وفي هذا الإطار، تحدثت الصحيفة ليبراسيون عن دور قوى المد والجزر المنسوبة إلى القمر (وإلى حد أقل إلى الشمس) وفي تشوه طفيف للأرض الصلبة، وليست فقط الكتل المحيطية، في ظاهرة تُعرف باسم المد الأرضي.
لتختتم الصحيفة ليبراسيون بمسألة التنبؤ بوقت وقوع الزلازل، مؤكدة أن ذلك ما يزال غير ممكن بتاتا، بل إن الصحيفة نقلت عن أحد الخبراء المختصين في الزلازل حيث يقول إن الأمر سيستغرق وقتًا طويلا جدا، وربما عقودًا من الزمن، قبل أن نتمكن من إجراء أي تنبؤات زلزالية جديرة بالثقة والمصداقية .
وكجواب مني فرغم كل التقدم الدي وصل إليه يبقى علمها عند رب السموات والارض .. سبحانه وتعالى .
ونسأل الله أن يلطف بنا عند وقوعها … إنه بدلك قدير.