“برنابيو” على صفيح ساخن .. هل يحقق ريال مدريد المستحيل أمام آرسنال | رياضة عالمية

جريدة الملاعب – وضع آرسنال قدما في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فوزه 3-0 على ريال مدريد في مباراة الذهاب – فهل يكمل المهمة اليوم في لقاء الإياب على ملعب “سانتياجو برنابيو”؟

شهدت البطولة عبر تاريخها 47 حالة تمكن فيها فريق من تحقيق تقدم بثلاثة أهداف أو أكثر في مباراة الذهاب من أدوار خروج المغلوب، ولم يخرج منها من البطولة بعد ذلك سوى أربع فرق فقط.

وهذا ما يمنح آرسنال مؤشرات إيجابية بينما يستعد للسفر إلى مدريد، آملا في بلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ العام 2009.
ريال مدريد، المعروف بعوداته التاريخية في البطولات الأوروبية، حقق إنجازات كبيرة في السنوات الأخيرة، أبرزها العودة أمام بايرن ميونيخ في الطريق إلى لقبه الخامس عشر في القارة العجوز الموسم الماضي، فضلا عن انتصاراته المثيرة على باريس سان جيرمان، تشيلسي ومانشستر سيتي في نسخة 2021-2022.
لكن بعد أن سجل ديكلان رايس هدفين مذهلين من كرتين ثابتتين ليساهم في فوز آرسنال بثلاثية نظيفة على ملعب الإمارات الأسبوع الماضي، يجد رجال كارلو أنشيلوتي أنفسهم بحاجة إلى واحدة من أعظم العودات في تاريخ النادي.
من بين 53 مواجهة لريال مدريد ضد فرق إنجليزية في كأس أوروبا أو دوري أبطال أوروبا، لم يتمكن من تحقيق الفوز بفارق يزيد على ثلاثة أهداف سوى مرتين فقط.
ففي الموسم 1975-1976 فاز ريال مدريد على ديربي كاونتي بنتيجة 5-1 في دور الستة عشر، ثم تغلب على توتنهام هوتسبير بنتيجة 4-0 في ربع نهائي نسخة 2010-2011. ويعد الانتصار على ديربي كاونتي المرة الوحيدة التي تمكن فيها ريال مدريد من تعويض تأخر بثلاثة أهداف بعد مباراة الذهاب في البطولات الأوروبية.
فعقب خسارته 4-1 على ملعب “بيسبول جراوند”، عاد ريال مدريد بقوة وحقق فوزا مثيرا على أرضه أهله إلى ربع النهائي. وبعد أن قلص ديربي الفارق بهدف من تشارلي جورج، سجل بيري هدفا من ركلة جزاء ليرسل المباراة إلى الوقت الإضافي، حيث أحرز سانتيانا هدف التأهل.
مع ذلك، فشل ريال مدريد خلال ثلاث مناسبات أخرى، في تعويض خسارته بثلاثة أهداف في ذهاب مواجهات الأدوار الإقصائية للبطولة.
ومنذ تحول تغيير نظام البطولة بمسماها الحالي العام 1992، لم تنجح سوى أربعة فرق في قلب تأخرها بثلاثة أهداف أو أكثر في الذهاب إلى فوز في الإياب: ديبورتيفو لاكورونيا ضد ميلان (2003-04)، برشلونة ضد باريس سان جيرمان (2016-17)، روما ضد برشلونة (2017-18)، وليفربول ضد برشلونة (2018-19).
ووفقًا لتقارير إعلامية إسبانية، فإن مستقبل المدرب كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد على المحك، وقد تكون العودة التاريخية الوحيدة القادرة على إنقاذ منصبه ومنحه فرصة البقاء الموسم المقبل.
لكن كما صرح جود بيلينجهام بعد نهاية مباراة الذهاب: “إذا كان هناك مكان تحدث فيه الأمور المجنونة، فهو ملعبنا”.
هذه ستكون المرة السادسة عشرة التي يخوض فيها ريال مدريد مباراة إياب على أرضه في الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا منذ الموسم 2015-2016، وقد تأهل في 14 من أصل 15 مرة سابقة، وكانت الخسارة الوحيدة أمام أياكس في دور الـ16 بالموسم 2018-2019.
من ناحية أخرى، فإن فوز آرسنال في مباراة الذهاب بنتيجة 3-0 يمثل المرة الثانية عشرة التي يحقق فيها فريق إنجليزي فوزًا بهذا الفارق في ذهاب إحدى مواجهات الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال، وتمكنت الفرق الـ11 السابقة جميعها من التأهل.
يمتلك آرسنال سجلا دفاعيا مميزا هذا الموسم في دوري الأبطال، حيث استقبل الفريق معدل 0.55 هدف فقط في المباراة الواحدة، وهو ثاني أفضل معدل له بعد الموسم 2005-2006 عندما بلغ النهائي واستقبل 0.31 هدف فقط.
لكن يبدو أن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، حيث يسجل آرسنال معدل 2.55 هدف في المباراة الواحدة، وهو ثاني أفضل معدل له في نسخة واحدة من البطولة بعد معدل 2.63 في الموسم 2005-2006.
في مباراة الذهاب، كان آرسنال أكثر ديناميكية من منافسه، حيث تألق بوكايو ساكا في انطلاقاته ضد دافيد ألابا، بينما سيطر ديكلان رايس تمامًا على منطقة الوسط.
ورغم امتلاك مدريد نسبة استحواذ أعلى بلغت 53.4 %، إلا أن آرسنال نفذ 115 محاولة ضغط عالي الكثافة في الثلث الأخير من الملعب، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف ما فعله ريال مدريد، الذي سجل 36 محاولة فقط، ويعتبر أدنى رقم لأي فريق في ذهاب ربع النهائي. وسيغيب عن ريال مدريد أحد أبرز لاعبيه من حيث القوة البدنية، بعد أن تلقى إدواردو كامافينجا بطاقة حمراء ثانية نتيجة ركل الكرة بعد صافرة النهاية. غيابه سيكون مؤثرًا، خصوصا وأنه يمتلك أعلى معدل نجاح في التدخلات الدفاعية هذا الموسم بين اللاعبين الذين خاضوا 20 تدخلا على الأقل، بنسبة نجاح بلغت 80.8 % (21 من 25 محاولة).