لاجئون ببريطانيا: هذه معاناتنا داخل فنادق يستهدفها أقصى اليمين | سياسة
11/8/2024–|آخر تحديث: 11/8/202406:30 م (بتوقيت مكة المكرمة)
أوضاع صعبة يعيشها المهاجرون الفارون من الأوضاع السيئة في بلدانهم الأصلية إلى بريطانيا، حاولوا وصفها في حديثهم إلى صحيفة صنداي تايمز البريطانية، مبرزين أنهم يعانون وهم يحاولون إعادة بناء حياتهم من جديد.
وانطلقت الصحيفة -في تقرير مشترك بين ويل لويد وهاري يورك- من حالة طارق (48 عاما) وهو طالب لجوء سوداني قدم إلى بريطانيا عام 2023، وهو يقول “في يوم من الأيام لديك كل شيء وفي يوم آخر لا تملك شيئا. كل شيء مدمر في السودان. كل شيء انتهى، عليك أن تبدأ من الصفر هنا”.
ترك طارق الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، 3 أطفال في البلد الذي فر إليه من السودان أولا، حيث أخذ عائلته بعد أن بدأت الحرب في بلده الأصلي عام 2023، غير أن بقاء عائلته في الدولة التي فر إليها غير ممكن، لأنها ليست موقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، ولذلك سافر إلى بريطانيا لطلب اللجوء عساه يستقدم زوجته وأمه وأطفاله.
وأوضح طارق أنه لم يعد ينام جيدا، لأنه يتحقق في كل 20 دقيقة من البريد الإلكتروني على هاتفه الذكي، على أمل أن يصله تحديث من وزارة الداخلية بشأن طلب اللجوء الخاص به، يقول “كانت لدي وظيفة جيدة وعملي التجاري الخاص، والآن أعاني عذابَ ومعاناة الانتظار”.
فنادق اللجوء
وتحدث الرجل عن مدى تغير حياته منذ وصوله إلى فندق للجوء قبل 10 أشهر، بعد أن كان طالبو اللجوء الذين ينتظرون معالجة طلباتهم من قبل وزارة الداخلية يتم وضعهم في منازل وشقق تديرها شركات خارجية.
فمع زيادة عدد الوافدين، بدأ استخدام الفنادق عام 2019، في سياسة كانت ولا تزال مكلفة، أنفقت عليها الحكومة 3.1 مليارات جنيه إسترليني (نحو 3 مليارات و955 مليون دولار)، لإقامة طالبي اللجوء الفندقية في عامي 2022 و2023، أي ما يعادل حوالي 8 ملايين جنيه إسترليني (نحو 10 ملايين و206 آلاف دولار) يوميا، حسب الصحيفة.
وقد تسبب إيواء طالبي اللجوء في الفنادق في اضطرابات كبيرة في المناطق التي يوجدون فيها، حيث تعرضوا للاعتداءات اللفظية العنصرية ومحاولات عنف بدني. ولم تسلم الشرطة أيضا من أعمال العنف، حيث ألقيت الحجارة والمفرقعات النارية والصواريخ عليهم في أكثر من مناسبة خلال حمايتهم لمباني إيواء طالبي اللجوء.
ومنذ مقتل 3 فتيات في ساوثبورت في يوليو/تموز، أصبحت فنادق اللجوء مرة أخرى هدفا لمظاهرات أقصى اليمين بصورة متصاعدة، حيث حاول مثيرو الشغب في روثرهام حرق فندق هوليداي إن إكسبريس الذي يؤوي طالبي اللجوء يوم الرابع من أغسطس/آب، حسب الصحيفة.
اعتداءات
وفي مركز لطالبي اللجوء في نفس المدينة التي يقع بها الفندق، يشعر المتطوعون وطالبو اللجوء بأنهم ما زالوا هدفا لأقصى اليمين، ومع ذلك تنظم جمعية خيرية لا تريد ذكر اسمها لأسباب أمنية، الخدمات الأسبوعية التي تشمل توفير الطعام الطازج والهواتف والدراجات، كما يساعد المركز من حصلوا على حق العمل في العثور على وظائف.
وفي فندق بوترز إنترناشيونال الذي يحتجز فيه بعض طالبي اللجوء منذ يناير/كانون الثاني 2022، وصف رجال ونساء من عدة دول بينها السودان وتشاد وترينيداد وإيران للصحيفة الظروف في فنادقهم، وقد اتفقوا في قلقهم على سلامتهم في أعقاب أعمال الشغب التي اندلعت قبل أيام، وعلى أفراد أسرهم الذين تركوهم وراءهم في بلدانهم الأصلية، وسوء الطعام الذي قدمته لهم إدارة الفندق.
ما الحل؟
وتتمثل خطة حزب العمال -حسب الصحيفة- في معالجة طلبات اللجوء الخاصة بمن عبروا بالفعل إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني في أسرع وقت ممكن، وإلى الحد من استخدام الفنادق من خلال توفير المزيد من أماكن الإقامة المؤقتة البديلة.
ولكن تصفية هذا التراكم سوف تستغرق بعض الوقت، وحتى عندما تتم التصفية، فإن السؤال سيكون أين سيتم وضع الجميع؟؛ إذ يعتقد مجلس اللاجئين أن حوالي 70% من هؤلاء سوف يمنحون إذنا بالبقاء، مما يعني أنه يمكنهم البدء في البحث عن عمل وسكن.
وقالت متطوعة تبلغ من العمر 71 عاما “إذا لم نقم بهذا العمل، فإن هؤلاء الرجال سوف يصابون بالجنون. لقد ساعدت هنا لمدة 11 عاما، وشاهدت نظام اللجوء ينهار، من التعامل مع عدد قليل من طالبي اللجوء الجدد كل عام إلى التعامل مع مئات منهم. لقد استمرت الأرقام في الارتفاع، لقد ساءت الأمور أكثر فأكثر”.