عاصفة التغييرات الفنية تهز أندية المحترفين!! | رياضة محلية

جريدة الملاعب – دعاء الموسى

في موسم لا يختلف عن باقي مواسم أندية المحترفين في الآونة الأخيرة، هزت رياح التغييرات الفنية جذور أندية المحترفين، في ظاهرة تعكس حجم التوتر والضغوطات التي تعيشها الفرق وسط صراع النجاة من الهبوط أو التقدم نحو القمة.

وباستثناء ناديي شباب العقبة ومغير السرحان، اللذين تمسكا بجهازيهما الفنيين دون أي تغيير منذ انطلاق الموسم، فإن بقية أندية المحترفين غيّرت مدربيها مرة واحدة على الأقل، بينما لجأت بعض الأندية إلى ثلاثة تغييرات بحثاً عن صناعة الفارق في المنافسات.

بداية في الوحدات الذي بدأ موسمه بقيادة المدرب رأفت علي الذي حقق نتائج متباينة مع الفريق محليًا وخارجيًا، قبل أن يسلم الدفّة إلى التونسي قيس اليعقوبي الذي أبدى تميزة خلال الجولات الماضية.

الحسين إربد متصدر الدوري وصاحب أعلى عدد انتصارات فيه، جرّب ثلاثة أسماء بدأ فيها مع البرازيلي تياغو الذي كانت أحد أبرز أسباب اقالته تراجع المستوى الفني للاعبين، ومن بعده مواطنه جواو موتا الذي أقيل يوم أمس بسبب التباين الكبير في نتائج الفريق منذ عدة جولات، مما أدى إلى إعادة الفريق إلى موضع المنافسة على اللقب بعد تقليص الفارق مع أقرب منافسيه نادي الوحدات من 8 نقاط إلى نقطة واحدة، قبل أن يسلم راية القيادة للمدرب المحلي أحمد هايل، الذي بدأ بأول لمساته التدريبية يوم أمس.

أما الفيصلي الذي حطم رقم قياسي خلال هذا الموسم في عدد التعادلات خلال المنافسات، دخل بدوامة التغيير مبكرًا، إذ تعاقب عليه المدرب أحمد هايل الذي حقق مع الفريق نتائج مميزة خلال فترات قليلة، قبل أن يسلم شارة القيادة للمدرب السوري رأفت محمد الذي لا يختلف فيه الحال عن باقي مدربي الأندية والتي جاءت سبب إقالته لتراجع نتائج الفريق والمستوى الفني للاعبين، وختامًا في المدرب جمال أبو عابد الذي تسلم الفيصلي في ظروف صعبة من الناحية المالية والفنية، والذي تمكن بدوره من انعاش الفريق مرة أخرى للمنافسة على المربع الذهبي للبطولة.

الرمثا استعان بوسيم البزور منذ بداية الموسم وحقق معه نتائج مرضية لعشاق الفريق ومتابعيه، ولكن حالما هبت رياح التغيير بدون وضوح الأسباب لمغادرة البزور لفريق الرمثا، قبل أن تتجه إدارة النادي إلى المدرسة الأوروبية للتعاقد مع
المدرب ميليان دادوفيتش الذي جعل الرمثا منافسًا يلفت الأنظار رغم تواضع الأداء منذ بداية تسلمه لصفوف الفريق الذي ينافس في الآونة الأخيرة من المنافسة على المربع الذهبي في دوري المحترفين.

أما عن فريق الجزيرة الذي ظهر كأحد أكثر الفرق اضطرابًا بعد أن تناوب على تدريبه كل من عثمان الحسنات الذي تسلم الفريق بظروف قاهرة بعد صعوده لدوري المحترفين، تمكن تلك الفترة من رسم ملامح واضحة للفريق، ولكن لم يلبي أداء الحسنات طموح الجماهير، لذلك تم تسليم المدرب محمود شلباية الذي شكلت إقالته صدمة كبيرة للوسط الرياضي خاصة بعد أن أثبت جدارته في تقديم مستويات عالية، ومن ثم المدرب إسلام جلال الذي قلب المعادلة لصالح الجزيرة وجعله خصمًا لا يستهان به في دوري المحترفين.

ولم يكن السلط أوفر حظًا بعد تغيير جهازه الفني مرتين خلال هذا الموسم بتسلم المدرب ديان صالح لصفوف الفريق، قبل أن يتسلم المدرب هيثم الشبول الذي حقق أول البطولات التاريخيه للنادي، وتمكن من رسم نهج واضح للفريق جعله محط أنظار أندية المحترفين كافة.

شباب الأردن كان هو الآخر ضحية الضغط الكبير، فانتقل من محمود شلباية إلى المدرب رائد عساف ثم إلى وسيم البزور الذي رسم حالة من الأداء المتباين للفريق وخاصة بعد دخوله لمنافسة على الهبوط إلى مصاف الدرجة الأولى ، في رحلة البحث عن التوازن والثبات لمستوى الفريق الفني.

أما الأهلي الذي أدهش الشارع الرياضي في المتعة والأداء في ذهاب دوري المحترفين بقيادة المدرب بيرت كنفو والذي نافس خلال تلك الفترة على صدارة الترتيب في دوري المحترفين، ليتراجع الأداء بشكل غير مبرر قبل أن تسلم المهام للمدرب بشار بن ياسين الذي لا زال يحاول الثبات في المحترفين والهروب من دوامة الهبوط..

لا يختلف الحال عن الصريح الذي دخل دوامة التغيير لثلاث مرات بين ماهر العجلوني وأسامة قاسم الذي لم ينجح كلاهما في إبقاء النفس الثابت للفريق في دوري المحترفين، والذي يسعى إليه المدرب ماهر العجلوني حاليًا بعد ملاحقة شبح الهبوط للفريق.

وختامًا في معان الذي لجأ إلى الثنائي أمين فيليب الذي تمت إقالته بعد مد وجزر بسبب انحدار المستوى الفني للفريق، قبل أن يتسلم المدرب عامر عقل الذي بدوره لم يتمكن من الحفاظ على فريقه ضمن أندية المحترفين بعد هبوطه لمصاف الدرجة الأولى.

هذا الزخم الكبير في التغييرات الفنية يطرح تساؤلات جوهرية حول واقع التخطيط الفني في أندية المحترفين، وهل أصبحت الحلول السريعة بديلاً عن الرؤية بعيدة المدى!!