أخبار الجزيرة نت

ضغط أم رغبة؟.. ورقة المونديال تنقذ الهلال من أنياب الدوسري

وضع نادي الهلال حدا لسلسلة المفاوضات الطويلة مع نجمه الأول سالم الدوسري، بعدما أعلن تجديد عقده لمدة موسمين، ليستمر ضمن صفوف الفريق حتى صيف 2027.

وكان الدوسري أحد أهم النقاط المضيئة القليلة في موسم الهلال الحزين، والذي شهد خسارة “الزعيم” لبطولات الدوري وكأس الملك ونخبة آسيا.

وبالتالي، قررت إدارة الهلال برئاسة فهد بن نافل، الحفاظ على الدوسري لأطول فترة ممكنة، خوفا من رحيله بشكل مجاني، وسط الإغراءات التي كانت تحيط باللاعب في الفترة الأخيرة.

غموض وغضب

سيطرت حالة من الغموض حول موقف الدوسري من الاستمرار مع الهلال، بعد خروج تقارير صحفية تشير إلى أن اللاعب جدد عقده، إلا أنه النادي لم يعلن عن هذا الأمر بشكل رسمي.

كذلك، أرسل الدوسري عدة رسائل غامضة للجماهير أثناء الاحتفال بتسجيل الأهداف، حيث توقع البعض أنه يبلغ الجميع بتجديد عقده، ولكن الواقع كان عكس ذلك.

وقبل أيام قليلة، رفض اللاعب الرد على أنباء تجديد عقده مع النادي أمام شاشات التلفزيون، ليزيد حالة من الغموض حول مستقبله.

وأكدت عدة تقارير أخرى أن إدارة النادي عقدت عدة اجتماعات مع اللاعب، للتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، ولكن النجم السعودي كان يتطلع للحصول على أفضل عرض ممكن.

وتسبب موقف الدوسري في غضب الجماهير، خاصة وأنه أحد أهم العناصر الأساسية في الفريق، في الوقت الذي كان يحظى فيه باهتمامات من عدة أندية محلية.

عرض ومفاضلة

أشارت أنباء عدة إلى أن نادي نيوم الصاعد حديثا لمنافسات النسخة المقبلة من دوري روشن، دخل سباق التعاقد مع الدوسري، مستغلا تعطل المفاوضات مع الهلال.

نيوم قدم عرضا تجاوز 20 مليون ريال بعقد يمتد 3 سنوات تقريبا، وفقا لما ذكرته التقارير، وهو ما تسبب في حالة من القلق داخل النادي الهلالي.

ذلك العرض، تسبب في عدم اتفاق الدوسري مع إدارة الهلال بدون أدنى شك، خاصة وأن اللاعب كان يسعى للحصول على أفضل عرض ممكن خلال العقد الأخير في مسيرته بنسبة كبيرة.

وانتظر “التورنيدو” أكبر وقت ممكن للتفكير في البقاء مع الهلال، أو الانتقال لنيوم والاستفادة من العرض المادي، بالإضافة لطموح النادي في الوصول للقمة خلال السنوات المقبلة.

ضغط المونديال

كانت تخشى إدارة الهلال من مشاركة سالم الدوسري في المونديال، ثم الرحيل بصورة مجانية، لذا كان الضغط بهذه الورقة بمثابة الحل الأفضل لتجديد العقد.

الدوسري هو أحد العناصر الأساسية التي يعتمد عليها النادي الهلالي بدون أدنى شك، ولكن يبدو أن الإدارة رفضت مبدأ المساومة في ظل رغبة نيوم القوية في خطف اللاعب.

وبالتالي، فإن ورقة المونديال منحت الهلال القوة لإقناع اللاعب بالتجديد قبل البطولة بأيام قليلة أو الزج به خارج قائمة الفريق المشاركة في الحدث القاري حال رفض عرض البقاء.

وفي الوقت ذاته، قرر الهلال الخضوع لرغبة اللاعب بتنفيذ مطالبه، بهدف الحفاظ عليه وفي الوقت نفسه، استخدمت ورقة المونديال للضغط.

رغبة الدوسري

يعتبر اللعب للهلال بمثابة حلم أي لاعب سعودي، وخاصة وإن كان أسطورة داخل النادي، فإنه يرغب في إنهاء مسيرته داخل جدران “زعيم آسيا”.

وبالتالي، فإن الرغبة الأولى لسالم كانت البقاء مع الهلال، نظرا لعدة عوامل منها، حالة العشق والترابط مع الجماهير، بالإضافة للمكانة والتقدير الذي يحظى به داخل الفريق، سواء من اللاعبين الأجانب أو المحليين.

كذلك، يمتلك الدوسري العديد من الأرقام المذهلة التي جعلته أحد أهم أساطير النادي، حيث يعتبر هو الهداف التاريخي للهلال في دوري المحترفين بواقع 81 هدفا، متساويا مع الفرنسي بافتيمبي جوميز.

ويطمح “التورنيدو” للابتعاد بالقمة خلال الفترة المقبلة، بالإضافة لتعزيز رقمه القياسي كأفضل صناع أهداف في تاريخ دوري المحترفين، بواقع 58 تمريرة حاسمة.

ويعتبر الدوسري هو الهداف التاريخي للاعبين السعوديين في بطولة آسيا منذ 2003، بتسجيل 33 هدفا، فضلا عن تتويجه بالحذاء الذهبي للنسخة الأخيرة بـ10 أهداف.

إضافة إلى ذلك، فإن الدوسري هو الهداف التاريخي للهلال على المستوى الآسيوي، واللاعب الأكثر مساهمة في تاريخ البطولة بواقع 56 هدفا (سجل 33 وصنع 23).

وبالتالي، فإن الرغبة الأولى للدوسري كانت الاستمرار مع الفريق الهلالي، ولكنه كان يسعى لكسب المزيد من الوقت من أجل تنفيذ شروطه المالية، بجانب التوقيع على عقد لمدة موسمين بدلا من موسم واحد.

وأشارت تقارير إلى أن “التورنيدو” سيتقاضى راتبا سنويا مع الهلال يصل إلى 30 مليون ريال، ما يعادل 8 ملايين دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى