ديمبلي.. قصة صعود من نار برشلونة إلى قمة المجد بباريس

في عالم كرة القدم، نادرًا ما تتحول القصص المعقدة إلى
في عالم كرة القدم، نادرًا ما تتحول القصص المعقدة إلى حكايات نجاح، لكن عثمان ديمبلي، الجناح الفرنسي الموهوب، أعاد كتابة فصول مسيرته بطريقة لم يتوقعها أحد.
فمن لاعب تلاحقه الإصابات وتطارده الشكوك في برشلونة، إلى نجم متألق يقود باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، حتى أصبح ديمبلي عنوانًا للثبات والتطور الفني والنفسي.
نار برشلونة
حين تعاقد برشلونة مع عثمان ديمبلي في صيف 2017 مقابل أكثر من 100 مليون يورو قادمًا من بوروسيا دورتموند، كانت الآمال معلقة على موهبة استثنائية لتعويض رحيل نيمار دا سيلفا.
لكن سريًعا، تحولت هذه الآمال إلى خيبات، بعدما دخل اللاعب الفرنسي في دوامة من الإصابات المتكررة، تارة في العضلات وتارة أخرى في أوتار الركبة، مما أدى إلى فقدانه الاستمرارية والتأثير على أرضية الملعب.
لم تقتصر أزمات ديمبلي على الجانب البدني فحسب، بل امتدت إلى الجوانب الانضباطية.
ففي أكثر من مناسبة، تأخر عن التدريبات، أو تغيب دون إذن مسبق، وسط تقارير عن أسلوب حياة غير احترافي، وتأثره بالعزلة الاجتماعية، لا سيما في بداياته مع الفريق الكتالوني.
ثم جاءت القشة التي قصمت ظهر العلاقة بين ديمبلي وبرشلونة في موسم 2021-2022، حين دخل اللاعب في أزمة تجديد عقده، ورفض عرض الإدارة لأشهر طويلة، ما دفع المدير الرياضي وقتها ماتيو أليماني إلى تهديده علنًا بضرورة “الرحيل أو التجديد فورًا”.
وعلى الرغم من تدخل المدرب تشافي هيرنانديز لإعادة ديمبلي إلى التشكيلة الأساسية، فإن التوتر ظل قائمًا، خاصة بعد تصريحات مقربين من اللاعب بأن النادي يتعامل معه باعتباره صفقة فاشلة.
وفي صيف 2023، استغل باريس سان جيرمان بندًا جزائيًا في عقد ديمبلي، وقدم عرضًا بقيمة 50 مليون يورو، ما فتح باب الخروج أمام اللاعب الذي شعر بأن بقائه في برشلونة لم يعد مرغوبًا فيه.
لاحقًا، صرّح ديمبلي في مقابلة صحفية بأنه “كان محاطًا بجو من السُمّية” داخل أروقة برشلونة، وأشار إلى أن رحيله كان “خيارًا صحيًا” لمسيرته المهنية.
التوهج في باريس
EPA
في باريس، بدا وكأن ديمبلي قد وُلد من جديد. منذ انتقاله إلى صفوف نادي العاصمة الفرنسية، وتحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، استعاد اللاعب كامل بريقه.
لم يعد ذلك الجناح الذي يكتفي بالمراوغات، بل أصبح صانع لعب من الطراز الرفيع، يقود الهجمات، يسجل، ويصنع، ويتحكم في إيقاع اللعب.
في الموسم الحالي، لعب ديمبلي دورًا محوريًا في قيادة باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه، بعد أداء مبهر في الأدوار الإقصائية.
إجمالًا، سجل ديمبلي هذا الموسم سجل 33 هدفًا وصنع 13 هدفًا في مختلف البطولات، أرقام لم يسبق له تحقيقها في مسيرته، مما يعكس النضج الفني والتكتيكي الذي بلغه مع سان جيرمان.
المنافسة على الكرة الذهبية
ما يُميز موسم عثمان ديمبلي الحالي ليس فقط الأرقام، بل الصورة الذهنية التي بات يمثلها.
بعدما كان مادة دسمة لانتقادات الصحافة والجماهير بسبب إصاباته وسلوكياته، أصبح يُضرب به المثل في العودة القوية والانضباط الذهني.
وسائل الإعلام الفرنسية بدأت تتحدث عنه كأحد أقوى المرشحين للكرة الذهبية، لا سيما في حال تمكنه من قيادة باريس للفوز بدوري أبطال أوروبا، أمام إنتر ميلان نهاية الشهر الجاري.