سياسة

تايمز: لهذا يقامر زيلينسكي بكل شيء في كورسك | سياسة

|

قالت صحيفة التايمز البريطانية إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فهم شيئين مهمين في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن هذا الصيف، أولهما أن أوكرانيا ليست لديها أي فرصة في الانضمام إلى الحلف في وقت قريب، وثانيهما أن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي رحب به باعتباره بطة عرجاء، ليس له من الأمر شيء.

وبالتالي توصل زيلينكسي إلى أن على بلاده أن تقاتل الروس بطريقة مختلفة، كما جاء في مقال روجر بويز للصحيفة، وقد يكون التوغل الذي قام به في روسيا قصير الأمد، لكنه يظهر أن بلاده سئمت القيود التي يفرضها الغرب عليها.

ولم يكن من الجيد -حسب الكاتب- إبقاء أوكرانيا تحت الشروط الغربية لاستخدام المعدات المتبرع بها، بحيث لا تصعيد ولا إطلاق نار داخل الأراضي الروسية، وهي القيود التي يقصد بها منع الكرملين من أن يعلن أنه تحت تهديد مباشر من الناتو، مما قد يتسبب في حرب عالمية ثالثة.

انتشار سريع

وهكذا كانت ستة من أفضل الألوية الأوكرانية تنتشر بسرعة لمدة أسبوع عبر كورسك، وهو جزء حيوي إستراتيجيا من روسيا، وبالفعل تم نقل المشاة في مركبات دعم مدرعة قدمها الغرب، واستخدمت طائرات سترايكر وعربات همفي الأميركية وماردر الألمانية، مع رغبة أوكرانية في استخدام المزيد من المعدات الغربية مع استمرار التوغل.

وقد ترغب كييف في استخدام صواريخ أتاكمز الأميركية الصنع لضرب المطارات في عمق روسيا، وبالفعل قد تشير واشنطن إلى موافقتها دون إعطاء نعم صريحة لكسب بعض النفوذ في محادثات السلام المستقبلية، وسرعان ما يُطلب من الحكومة البريطانية رفع القيود المفروضة على صواريخ ستورم شادو لتستخدم لضرب الطرق وخطوط السكك الحديدية التي تجلب التعزيزات الروسية.

جريئة لكنها متهورة

وكان التعتيم المعلوماتي الذي أحاط بالتوغل ملحوظا لدرء أي تدخل غربي، وتجنب الأسئلة الصعبة حول الكيفية التي يخطط بها زيلينسكي لإنهاء المهمة، وإساءة تقدير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالتالي كانت الرسالة إلى الغرب: شكرا على الأسلحة والنصائح، ولكننا نحدد وتيرة حربنا بأنفسنا، ودعونا نعمل على هذا الأساس في حقبة ما بعد بايدن. أما الرسالة إلى بوتين فهي أن هذه الحرب ليست صفقة محسومة، وإذا كنت تعتقد أننا سوف ندخل في اتفاق سلام يدعمه المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب ويؤدي إلى تقسيم أوكرانيا، فأعد التفكير.

وقد تم تصميم مغامرة كورسك -كما يقول الكاتب- للاستفادة من نقاط القوة التي يتمتع بها الجيش الأوكراني كالقدرة على الحركة والارتجال وسرعة اتخاذ القرار وإظهار انعدام الأمن لدى الروس، ويتلخص طموح زيلينسكي خلالها في إجبار بوتين على نقل القوات من شرقي أوكرانيا لحراسة كورسك، مما قد يؤدي إلى إحياء حركة مناهضة للحرب بين الشباب، وتفجير فقاعة الرضا عن النفس.

تعويضية خاطفة

ولأن الغرب ساعد في هيكلة الطريقة الأوكرانية في المعركة، فهو لا يستطيع أن يتجاهل التوغل باعتباره عملا جريئا لكنه متهور في نهاية المطاف، مع أنه يسمح لزيلينسكي بأن يعوض سنوات حرب الخنادق في دونباس، التي أحبطت معنويات أمته والجهات المانحة لها ومؤيديها في الغرب، بنوع من الحرب الخاطفة.

وخلص الكاتب إلى أن السرعة في الحرب تبهر ولكنها لن تكون كافية بسبب العمق الإستراتيجي الشاسع لروسيا، وبسبب استخدامها القاسي للقوة الساحقة عندما تكون تحت التهديد، وبالتالي فإن الحقيقة القاسية هي أن عملية كورسك لا يمكن أن تستمر لمدة طويلة، ولكن تكرارها ممكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى