النجوم والعقل المدبر.. معركة البقاء تتحدى أهلي جدة بعد الإنجاز الآسيوي

يُقال دائمًا إن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها، وهذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه أهلي جدة بعد تتويجه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخه.
الأهلي، الذي حقق إنجازًا كبيرًا بتخطي الهلال في طريقه إلى النهائي، ثم التغلب على كاواساكي فرونتال الياباني، لا يزال يعيش أجواء المجد الآسيوي. لكن خلف هذه الفرحة، بدأت تلوح في الأفق تحديات حقيقية تهدد استمرارية هذا النجاح.
بالنظر إلى مسيرة الأهلي بشكل عام على مدار موسم كامل، نجد أنه رغم العثرات في الدوري والإقصاء المُبكر من كأس خادم الحرمين الشريفين، لكن فريق المدرب الألماني ماتياس يايسله امتلك الشخصية والهوية الفنية بفضل جودة لاعبيه وقوة قائمته.
هذا الأمر يزيد من قوة التحدي الذي ينتظر الأهلي، وهو تحدي الإبقاء على هؤلاء النجوم والتدعيم في المراكز التي يحتاجها الفريق من أجل زيادة التناغم وإضفاء لوناً من القوة للموسم الجديد.
شائعات الرحيل تهدد العقل المدبر
في الآونة الأخيرة ارتبطت أسماء نجوم عدة بالرحيل عن “قلعة الكؤوس”، ليس فقط داخل المستطيل الأخضر ولكن خارجه أيضاً، إذ أن العقل المدبر والمايسترو الذي قاد الأخضر الأهلاوي للنجاح، المدرب ماتياس يايسله، ارتبط مستقبله ببعض الغموض أيضا.
يايسله لم يسلم من شائعات الرحيل، خاصة أن الحديث عن تجديد عقده لم يلق رداً واضحاً من خالد العيسى رئيس النادي، في ظل تقارير صحفية سعودية أكدت اشترطات خاصة للمدرب الشاب مثل زيادة قيمة راتبة وأيضا مدة التعاقد وتعزيز قائمة الفريق بإضافات قوية.
ورغم إصدار الأهلي بياناً رسمياً ينفي فيه فشل مفاوضات تجديد عقد يايسله عقب مباراة الفريق الماضية ضد الخلود، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لحسم الأمور بصفة رسمية مع المدرب الذي تلاحقه إغراءات العودة لأوروبا وكذلك العروض الأخرى المحلية والخليجية.
خطر فقدان العضلات
وإذا كان يايسله بمثابة العقل المدرب وقائد كتيبة النجاح، فإن “العضلات” التي اعتمد عليها لخطف الكأس الآسيوية أيضا ربما يفقدها الفترة المُقبلة ما لم تنجح إدارة الأهلي في تأمين بقاء النجوم.
أول هذه العضلات، الإسباني جابري فيجا، صانع الألعاب المُميز، الذي ارتبط اسمه بالانتقال لأكثر من نادٍ أوروبي أبرزها فريقه السابق سيلتا فيجو وكذلك أتلتيكو مدريد، وبحسب التقارير أيضا فقد بات جابري مطلوباً في نيوكاسل الإنجليزي وبورتو البرتغالي.
صاحب الـ22 عاما ربما يكون رحيله خسارة كبيرة للفريق كونه ترس أساسي في ماكينة يايسله ولا يستغنى عنه إلا للضرورة القصوى، كما أن تسجيله في قائمة الموسم الجديد كلاعب “فوق السن”، بحسب التعديلات الجديدة في لائحة المحترفين الأجانب، قد يعني أنه لن يمكنه الاعتماد عليه كلاعب “تحت السن”.
كذلك، يواجه الجزائري رياض محرز، أفضل صانع ألعاب في الدوري الموسم الماضي، شائعات بالرحيل بسبب عروض قطرية، رغم تعهده بتحقيق لقب الدوري الموسم المقبل.
والمدافع البرازيلي روجير إيبانيز، الذي برز بهدفيته وصلابته الدفاعية، مهدد أيضًا بالرحيل، مع أنباء عن اهتمام الهلال به خلال كأس العالم للأندية.
أما البرازيلي روبرتو فيرمينو، رغم تألقه في النهائي الآسيوي، فقد كان خيارًا غير أساسي ليايسله، مما يقلل نسبيًا من تأثير رحيله المحتمل.
عدم حسم مصير هؤلاء النجوم يشكل تهديدًا كبيرًا لاستقرار الأهلي وطموحاته في الحفاظ على الإنجازات وإضافة المزيد من الألقاب. إدارة النادي مطالبة بجهود مضاعفة لتأمين بقاء النجوم والعقل المدبر لمواصلة رحلة النجاح.