إنريكي: مشروع باريس مختلف عن برشلونة.. ورحيل مبابي لم يطورنا

يستعد لويس إنريكي لخوض ثاني نهائي في مسيرته بدوري أبطال أوروبا، وهذه المرة مع باريس سان جيرمان، بعد التتويج الذي حققه قبل عشر سنوات مع برشلونة، وهو العمل الذي وصفه بـ”الاستثنائي” رغم تقليله في ذلك الوقت.
وأبرزت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية تصريحات المدرب خلال المؤتمر الصحفي، حيث قال: “العمل الذي أنجزته في برشلونة كان استثنائياً. ربما لا يليق بي أن أقول ذلك، لكن يجب التأكيد عليه، لأن البعض اعتقد أن الفوز مع ذلك الفريق كان سهلاً، وقد تبين أنه لم يكن كذلك. أما هنا، فقد كان المشروع مختلفاً، واضطررنا إلى بنائه من الصفر”.
وأضاف: “في برشلونة قدمت عملاً عظيماً، لكن في باريس اضطررنا إلى بذل جهد أكبر، ومع ذلك فإن جودة اللاعبين جعلت الأمر أكثر سهولة”.
وأكد إنريكي أن فريقه يدخل المباراة النهائية ضد إنتر ميلان، المقررة يوم 31 مايو/ آيار، وهو في وضع جيد، مشيراً إلى أن هدفه “كتابة تاريخ جديد لهذا النادي”، الذي يسعى لتحقيق لقب دوري الأبطال للمرة الأولى.
وقال إنريكي: “نادراً ما تسنح الفرصة للاعب أو مدرب بخوض مباراة من هذا النوع. علينا أن نُحسن إدارة هذه اللحظات، وهذا هو هدفنا. سنبذل 100% من جهدنا، هذا الحمض النووي للفريق. نريد أن نكون الأوائل في صناعة التاريخ مع باريس. لكننا نعلم أن الخصم يسعى للهدف ذاته”.
وتابع: “على الورق، إنها واحدة من أقوى نهائيات دوري الأبطال في السنوات الأخيرة. سنكون في الموعد، وأنا واثق أن إنتر سيكون كذلك”.
واستعاد إنريكي ذكرياته مع نهائي 2015، قائلاً: “كنت متوتراً للغاية، لكنني اكتسبت خبرة منذ ذلك الحين، وأتطلع إلى نقل الهدوء للاعبين قبل مواجهة ميونخ”.
وأشار إلى أن الفارق بين تجربته مع برشلونة وباريس أن الأخير “فريق تم بناؤه بجهد شخصي”، بعكس البارسا الذي امتلك حينها مجموعة متكاملة.
وقال: “جميع الأخطاء التي ارتكبتها كلاعب ومدرب أوصلتني إلى هذا المكان وأنا في أفضل حال. قد أُخطئ، لكنني أفعل ذلك عن قناعة تامة”.
نقطة التحول
وأبدى المدرب الإسباني رضاه عن حالة فريقه الفنية، موضحاً أن “السر يكمن في أن اللاعبين يدخلون المباريات للاستمتاع، وهذا عامل حاسم في النهائيات”.
واستغل الفرصة للإشادة بتطور الفريق، مؤكداً أنه لم يفقد الإيمان حتى في أصعب لحظات الموسم، عندما كان الفريق مهدداً بعدم التأهل من الأدوار التمهيدية لدوري الأبطال.
وأوضح: “منذ بداية الموسم، أعجبني أسلوب اللعب. كل ما أردنا تحسينه، قمنا بتحسينه. نقطة التحول كانت في أزمة الفاعلية الهجومية”.
وأضاف: “الثقة لا تُشترى، بل تُبنى وتتحسن بالعادات اليومية. تحوّلنا من فريق يعاني من فعالية ضعيفة إلى أحد أكثر الفرق فعالية في أوروبا. في يناير، احتفظنا بنفس الأداء، لكن مع فعالية هجومية عالية. أهنئ اللاعبين والجماهير الذين واصلوا الإيمان بنا حتى عندما لم نسجل”.
وشدد إنريكي على أن فريقه يصل إلى النهائي “بحالة بدنية جيدة”، بفضل “الإدارة الذكية للجهد طوال الموسم”، قائلاً: “حددنا هدف المنافسة على كل الألقاب، ولتحقيق ذلك نحتاج فريقاً كاملاً، وليس مجرد تشكيل أساسي”.
ولفت إلى أن 18 لاعباً سجلوا أهدافاً هذا الموسم، وعدداً كبيراً منهم قدم تمريرات حاسمة، وهي أرقام وصفها بـ”الاستثنائية”، قائلاً: “كمدرب، أشعر بالفخر بأني لا أعتمد على لاعب واحد فقط”.
ورفض إنريكي ربط تطور الفريق برحيل كيليان مبابي، مضيفاً: “كنا فريقاً حقيقياً حتى الموسم الماضي، وتمكنا من بلوغ نصف النهائي”.
واختتم إنريكي حديثه بالإشادة بخصمه في النهائي، قائلاً: “إنتر فريق معقد جداً، تم تشكيله على صورة مدربه سيموني إنزاجي. لديهم خبرة أكبر، لأن هذه ستكون ثاني مباراة نهائية لهم خلال 3 سنوات”.