نظام “جنرالات الجزائر” يقابل “اليد الممدودة للمغرب” بنهج سياسة إذكاء العداء

يبدو أن سياسة اليد الممدودة التي يحرص المغرب على نهجها تجاه الجارة الشرقية، الجزائر، لم تعد “مجدية” في ظل غياب أي رد محمود واستمرار الاستفزازات التي وصلت حاليا إلى “تهديد حياة المواطنين”.
بعد زمن قصير من تعزية المغرب على وفاة جزائريين جراء الحرائق المندلعة في يوليوز المنصرم، عمدت البحرية الجزائرية إلى “إطلاق النار تجاه سائحين يحملون الجنسية المغربية ضلوا طريقهم عن مياه المملكة”.
هاته الردود “الغريبة” التي ينهجها النظام الجزائري كان المغرب دائما يقابلها بمنطق “الانفتاح” و”الحكمة”؛ آخرها خطاب العاهل المغربي محمد السادس، الذي أكد أن “الرباط لن تكون أبدا مصدر تهديد أمني للجيران”.
ومباشرة بعد تواتر أخبار مقتل السائحين المغربيين على يد نظام الجزائر، دعا العديد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي من خلال هاشتاغ “الجزائر دولة إرهابية” إلى “قطع العلاقات مع الجارة الشرقية”، والتي هي حاليا “مقطوعة بالفعل من طرف واحد لأسباب لا تزال غير واضحة”.
في المقابل تساءل مراقبون إلى متى سيستمر قرار المغرب مد يده للحوار والانفتاح إلى نظام الجزائر؟، وهل جاء الوقت لاستبدالها بسياسة جديدة تناسب نسبة ذكاء حكام قصر المرادية؟.
مبادئ شعب
محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة والسياسات العامة بجامعة القاضي عياض بمراكش، قال إن ” سياسة اليد الممدودة ليست شعارا استهلاكيا، أو مرحلة عابرة”.
وأضاف بنطلحة لهسبريس: “هاته السياسة هي مبادئ أمة تتجذر عبر تاريخنا نحن المغاربة، والذي لم يعرف إطلاقا تجاوزا وتدخلا في شؤون الدول الأخرى ومس أمنها الإقليمي”.
واعتبر المتحدث عينه أن “الراحل الحسن الثاني لخص العلاقات مع الجارة الشرقية في كلمات رئيسية، وهي أننا محكومون بجوار صعب وبدولة لا تحكمها المؤسسات بل عصابات عسكرية، الأخيرة التي تحرص على تربية الأجيال الصاعدة على عداوة المغرب”.
ولفت الخبير السياسي إلى أن “الجزائر تحلم بسعادة وهمية يكون أساسها تعريض المغرب للخطر، والاستمرار في نهج سياسة العداء بأي ثمن كان”.
وشدد بنطلحة على أن “المغرب يؤمن من موقع قوة بإمكانية تحقيق السلام مع الشعب الجزائري الشقيق، وسيحرص على استمرار السياسة نفسها، إيمانا منه بالجيل المقبل”.
سياسة مستمر
من جانبه، سجل وليد كبير، ناشط جزائري معارض، أن “سياسة اليد الممدودة ستستمر من قبل المغرب، على الرغم من الممارسات العدائية للجزائر”.
وأورد كبير لهسبريس أن “المغرب حاليا يخاطب الشعب الجزائري وليس النظام العسكري الحاكم، بحيث يراهن على المستقبل وعلى الجيل الجديد”.
وزاد: “هاته السياسة يمكن أن تنتهي إذا فرض الأمر على المملكة المغربية؛ غير أن الرباط تحرص على إبقائها بحكم تجاهلها لمحاولات نظام تبون جر المنطقة إلى الحرب”.
وخلص المتحدث عينه إلى أن “الحكمة المغربية يجب أن تستمر في تعاملها مع النظام الجزائري، سواء في الأوقات الهادئة أو المتوترة؛ حتى نحمل بصيصا من الأمل في تجاوز هذا الوضع”.