مُرعبة “البوليساريو”.. شركة إسرائيلية تكشف كيفية عمل “الدرونات الانتحارية”
تعود الطائرات المسيرة من طراز “Spy-X” التي تنتجها شركة “Blue BirdAero System” الإسرائيلية إلى التواجد على أراضي المملكة المغربية، في ثاني ظهور لها من هذا النوع، إذ نشرت الشركة المُصنعة، أمس الثلاثاء، مقطع فيديو ترويجيا لهذه الطائرة الانتحارية يوثق للحظة إطلاقها من مركبة عسكرية مغربية.
وسبق لـ”Blue BirdAero System” أن نشرت أواخر شهر يونيو الماضي صورا توثق تجارب عسكرية ميدانية لهذه الدرون الانتحارية على رمال الصحراء المغربية؛ وحسب المعلومات التي أوردتها على موقعها الرسمي فإن “Spy-X” تتميز بمجموعة من المميزات التي تجعلها فعالة على أرض المعركة، أبرزها وزنها الخفيف الذي لا يتجاوز 10 كيلوغرامات وسرعتها القصوى التي تقدر بـ250 كيلومترا في الساعة، مع قدرتها على حمل رؤوس حربية خفيفة.
وتأتي هذه المعطيات لتؤكد حصول المغرب على هذه الطائرات المسيرة كثمرة لتعاونه الأمني والعسكري مع تل أبيب، علما أنها تتميز أيضا بقدرتها على الانتشار السريع ومناورة الهجمات بشكل تلقائي، إضافة إلى أن تشغيلها لا يحتاج إلا إلى طاقم مكون من شخصين، قياسا على قدرتها على إلغاء الهجوم في آخر اللحظات، مع دقة استهداف عالية، إذ لا يتجاوز هامش الخطأ في ضرباتها أقل من متر واحد.
وكانت تقارير صحفية أمريكية أشارت إلى أن توفر القوات المسلحة الملكية المغربية على هذا النوع من “الدرونات الانتحارية” قد أثار الفزع في صفوف قيادات جبهة البوليساريو خاصة أنه تحقق أهدافا في عمق الصحراء، في وقت تعتمد فيه الجبهة الانفصالية على أسلحة متهالكة.
وسبق للمملكة في إطار إستراتيجيتها لتحديث ترسانتها العسكرية والاعتماد على الطيران المسير منخفض التكلفة وعالي الفعالية، وفق ما ثبت في عدد من ساحات الحروب في العالم، على غرار الساحة الأوكرانية، أن حصلت من الشركة الإسرائيلية المتخصصة في صناعة أنظمة الطيران المسير على نظامي “WanderB-VTOL” و”ThunderB-VTOL”، حسب ما أوردته الشركة ذاتها على موقعها الإلكتروني.
يذكر أنه منذ استئناف الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب أواخر العام 2020 عرفت الشراكة العسكرية بين البلدين تطورا ملحوظا، ترجمه حصول الجيش المغربي على مجموعة من الأسلحة النوعية من الجانب الإسرائيلي، على رأسها الدبابات وأنظمة الطيران المسير وأنظمة الدفاع الجوي؛ فيما عبرت تل أبيب على لسان الرئيس السابق لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط عن “عزم شركة الدفاع الإسرائيلية ElbitSystems افتتاح فروع لها بالمغرب”.
ويتوقع أن يُعمق الاعتراف الإسرائيلي الأخير بمغربية الصحراء من عمق الشراكة الأمنية والعسكرية بين البلدين، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجه المغرب جراء نشاط التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تتمدد في منطقة الساحل والصحراء، مستفيدة من حالة الانفلات الأمني التي تعرفها المنطقة، إضافة إلى التحدي المرتبط بالتهديد الذي تشكله جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر على الأمن المغاربي.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب حصل في الآونة الأخيرة على مجموعة من الأسلحة المتطورة من عدد من شركائه الإستراتيجيين، على غرار الصين التي حصل منها على طائرات مسيرة من طراز “Wing-Long 2″، والنظام الصاروخي “Red Arrow9A”، ثم الولايات المتحدة الأمريكية التي زودت الجيش المغربي بمجموعة من الآليات العسكرية المتطورة؛ فيما سيتم توريد نظام “Tow” المضاد للمدرعات والدبابات إلى الجيش المغربي السنة المقبلة، حسب ما أفادت به وزارة الدفاع الأمريكية.
