مواقف مغربية ترفض “استمرار التطبيع” قبل “خضوع إسرائيل للقرارات الدولية”

مواقف مناوئة لمستجد الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء ودعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى زيارة المغرب، بدأت في التعبير عنها هيئات بالبلاد، فيما لم تصدر بعد مواقف رسمية باسم هيئات وأحزاب معروفة بمناهضة التطبيع في الصفين الإسلامي واليساري.
وقال الأعضاء المغاربة في “المؤتمر القومي الإسلامي” إنهم يجددون “رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني”، معتبرين هذا الرفض ممثلا لـ”الموقف الصحيح للسواد الأعظم من الشعب المغربي”.
وأضاف بيان مشترك أن “اعتراف كيان صهيوني محتل لفلسطين ولمقدساتنا بمغربية الصحراء إساءة لدماء شهدائنا الذين شاركوا في تحرير فلسطين والقدس والأقصى عبر التاريخ، كما أنه إساءة لشهدائنا الذين استرخصوا الأنفس وكل غال ونفيس من أجل تحرير أرضنا ومنها الصحراء المغربية.”
ويرى الأعضاء المغاربة بالمؤتمر القومي الإسلامي أن هذا الاعتراف “سيعقد أكثر قضية الصحراء إقليميا ودوليا أمام عدد ممن كانوا سباقين للاعتراف بمغربية الصحراء”، ودعوا بالتالي “الشعب المغربي كافة، ومؤسساته وهيآته، ونخبه المتنوعة إلى مزيد من اليقظة والتصدي المسؤول لخطوات التمكين المتسارعة للوجود المشؤوم للكيان الصهيوني في بلادنا”، مع تعبيرهم عن “اليقين التام” بـ”اندحار مسار التطبيع الذي يراد له الآن أن يتخذ مسارا تهويديا يخترق النسيج المجتمعي الوطني، كما اندحار المطبعين المراهنين على السراب في علاقاتهم الحميمية مع أعداء الأمة.”
عبد الصمد بلكبير، قيادي مغربي داخل المؤتمر القومي الإسلامي، قال إن هذا الموقف “مبدئي، وليس سياسيا؛ لأن السياسة ممارسة، وتتطلب توفر مواقع لتلك الممارسة، ومعلومات ومعطيات، ولسنا حزبا سياسيا، ومن الواضح أن هذه الخطورة على درجة عالية من الحساسية والتستر، وهي سلوك وتصرف دولة في أعلى مستوياتها السيادية، أي صاحب الجلالة ملك البلاد”.
وفي تصريحه لهسبريس، لم ينف بلكبير وجود “إكراهات الحكام والمساهمين في الحكم، الذين يعرفون التفاصيل، ولا يقولونها، ولا نلومهم على ذلك”، لكن “كل يتخذ موقفه من موقعه، وموقنا هذا مبدئي ضد كيان استعماري مضطهِد لا شرعية أخلاقية ولا دينية له، ولا سياسية بالمعنى المطلق ولو كان معترفا به من الأمم المتحدة ودول أخرى”.
ووضع المصرح هذا الموقف الرافض في إطار تصور “المحاصرة، حتى يخضع هذا الكيان لقرارات مجلس الأمن ويسمح بتأسيس الدولة الفلسطينية، وهو موقف مبدئي في جميع الحالات، أما تنزيله فمن اختصاص الأحزاب السياسية، ومنها من سكت، ومن أيد. كما أنه تحذير للمجتمع المغربي، وتشبث بأن لا تطبيع قبل أن تخضع إسرائيل وتنفذ القرارات الدولية، وتوقف اضطهادها للفلسطينيين، وكونها كيانا عنصريا، استعماريا، توسعيا”.
“الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” رفضت بدورها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المغرب، قائلة إنه “مجرم قاتل الأطفال والنساء”، وممثل لـ”العدو الصهيوني”.
وذكرت الجبهة أن هذه الزيارة تأتي في إطار ارتفاع “وتيرة التطبيع” التي بلغت مراحل وصفتها بـ”المفرطة في السيادة المغربية، وأساسا منها العسكرية والمخابراتية”، والمتجاوزة لـ”الكثير مما ترتب عن اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة التي تمت مع بعض الأنظمة العربية.”
وذكرت جبهة دعم فلسطين أن هذه الزيارة تتحدى “الموقف المبدئي للشعب المغربي من القضية الفلسطينية التي ظل يعتبرها قضية وطنية، وقضية تحرر وطني من الاستعمار الصهيوني الاستيطاني لأرض فلسطين.”
وتابعت واصفة هذه الزيارة بأنها “مستجد خطير”، جاء في حين أن “ما جرى في مجزرة جنين ليس عنا ببعيد”، علما أن هذا المسؤول السياسي الإسرائيلي “يستبيح ساحات المسجد الأقصى”، وسبق أن أعلن عن “ضرورة اجتثاث فكرة دولة فلسطينية”.
ونادت الجبهة بـ”ممارسة كافة أشكال الضغط من أجل إلغاء هذه الزيارة المشؤومة”، مع دعوتها “كل القوى المغربية المناضلة، والمناصرة للقضية الفلسطينية، من أجل تمتين الجبهة المناهضة للتطبيع، لوقف تسونامي التطبيع، الذي يجتاح بلادنا منذ حوالي ثلاث سنوات، ووضع حد له.”
وقالت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” إنها منكبة على “تسطير برنامج نضالي” يشمل “ما هو ميداني وتواصلي واعلامي لمواجهة هاته الزيارة المشؤومة، واللجوء لكل الوسائل المشروعة للتعبير عن رفض المواطنين والمواطنات لزيارة رئيس حكومة كيان ارتكب ولا يزال جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة، وجرائم التطهير العرقي في حق الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة”.
كما تشبثت الهيئة المدنية ذاتها بالتنسيق “مع كل القوى الحية من أجل إسقاط التطبيع وسن قانون تجريمه، وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وطرد الملحق العسكري به، والاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية حتى تحقيق الاستقلال والعودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس”.
بدوره، عبر حزب النهج الديمقراطي العمالي عن “رفضه القاطع لمثل هذا التدخل الصهيوني، (…) وزيارة المجرم نتنياهو إلى بلادنا”، داعيا “كل القوى الديمقراطية والحية ببلادنا وبالمنطقة للتصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري المجرم، وإلى المزيد من دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، والمساهمة في النضال المشترك لشعوبنا من أجل التحرر من الرجعية والهيمنة الإمبريالية-الصهيونية، وبناء وحدة شعوب المغرب الكبير.”