سياسة

كاتب ينصح ماكرون بمصالحة المغرب

انتقد نيكولاس بافاريز، الكاتب الفرنسي، سياسة رئيس بلاده إيمانويل ماكرون الخارجية، خاصة مع المملكة المغربية، التي تشهد “تباعدا مستمرا”، في ظل تعويل قصر الإليزيه على الجزائر في المنطقة.

وجاء في مقال رأي لبافاريز نشر في جريدة “لوفيغارو” أن “المغرب لم يسبق له أن انتهج سياسة عدائية تجاه فرنسا حتى اندلاع الأزمة الصامتة بين باريس والرباط”.

وأشار الكاتب الفرنسي إلى أنه “رغم الزيارات الرسمية التي باشرها المسؤولون الفرنسيون إلى الجزائر بقيت الأخيرة على نهج إثارة ملف الذاكرة الاستعمارية، والتضييق على عمل الشركات الفرنسية، وطرد ممنهج للثقافة الفرنسية بالبلد المغاربي”.

وتطرق المقال سالف الذكر، المعنون بـ “إدارة المخاطر الجزائرية”، إلى “وجود تنسيق روسي جزائري متقارب في العديد من القضايا، فضلا عن دعم النظام العسكري لمحاولات الشغب الأخيرة التي اندلعت بفرنسا”، معتبرا أن “هاته المواقف المعادية جاءت بسبب انتعاش الخزينة الجزائرية بفضل عائدات الغاز، والسيطرة الديكتاتورية على المشهد السياسي منذ الاستقلال”.

وبحسب المصدر عينه فإن “هاته العائدات القوية لا توجه إلى الاستثمار في القطاع العام، وتنمية الاقتصاد، بل توجه للأهداف الخارجية، والحفاظ على المناصب الخاصة بالجنرالات، وأتباعهم”.

ويعتبر بافاريز أن “الجزائر قنبلة موقوتة ستنفجر في المستقبل القريب على فرنسا، إذ سيبلغ عدد ساكنتها الـ 60 مليون نسمة سنة 2050، مع توقع كبير لانهيار الاقتصاد الجزائري الذي مازال ريعيا، ولا يأخذ بعين الاعتبار التوجه العالمي للابتعاد عن مصادر الطاقة التقليدية”.

وفي ظل هاته المعطيات شدد الكاتب الفرنسي سالف الذكر على “ضرورة قيام ماكرون بمجموعة من الإصلاحات في ما يخص السياسة الخارجية، أولها المصالحة مع المملكة المغربية، وإعادة العلاقات الإستراتيجية، باعتبارها أفضل حليف موجود بالقارة الإفريقية”.

إلى جانب ذلك بين مقال بافاريز أن “الوقت الحالي لم يعد يسمح بالمخاطرة بشراكات خيالية مع الجزائر، في حين يجب العمل على تقييد مخاطر الشراكة مع هذا النظام العسكري”.

وتشهد العلاقات الفرنسية المغربية “أزمة صامتة”، إذ مازال مقعد السفير المغربي بباريس “شاغرا” إلى حدود الساعة، إلى جانب “غياب أي مؤشرات جديدة” على زيارة الرئيس ماكرون إلى المملكة، التي أعلن عنها في أكتوبر من العام الماضي.

ويأتي هذا “التنافر الدبلوماسي” بسبب ضبابية الموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية، إذ “تعارض” باريس المد الأوروبي والعالمي الداعم لمغربية الصحراء، مفضلة المصالح الاقتصادية مع الجزائر.

غير أن العلاقات بين باريس والجزائر هي الأخرى تعيش على وقع “التباعد”، بعد أزمة الناشطة بوراوي، ومقتل الشاب ذي الأصول الجزائرية نائل من قبل الشرطة الفرنسية، واستمرار “حساسية” ملف الذاكرة؛ فضلا عن تأجيل مستمر للزيارة التي تم الاتفاق حولها للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

Elaouad

جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة. تقدم آخر أخبار المغرب والعالم العربي بالاضافه الي أقوي الفيديوهات والصور الحصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى