دول عديدة تعتزم اقتفاء خطوة إسرائيل في الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء

شكّل الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء “منطلقا جديدا” لإمكانية سير دول جديدة داخل المنتظم الدولي في النهج نفسه، والابتعاد عن “سياسية المواقف الإيجابية” التي لا ترقى إلى مكانة وقوة “الاعتراف الصريح”.
تمتلك تل أبيب سلسلة “لوبيات ضغط” في عديد من العواصم الدولية العالمية، إذ تسعى من خلالها إلى الحفاظ على مصالحها ومصالح الحلفاء الإقليميين. ومع رسالة نتانياهو التي جاء في أهم فقراتها “نقل الاعتراف بسيادة المملكة على أقاليمها في جميع الهيئات والعواصم العالمية التي توجد بها تمثيليات إسرائيلية”، يمكن أن يشكل ذلك بداية “اقتناع هاته الدول بالسيادة المغربية”.
وفي خضم “لعبة المصالح” التي تحكم سير السياسة الدولية، تظهر أهمية الحفاظ على الاستقرار والأمن الدوليين فوق أي اعتبار، وبقاء المغرب آمنا بدون أي تهديد لوحدته الترابية يلعب “دورا مهما” لتفادي وجود أية بؤر جديدة للتوتر قد تزيد من “تعميق حسابات عواصم كبريات الدول”، التي تلقت دروسا قوية من الحرب في أوكرانيا.
قال طارق أتلاتي، رئيس المركز المغربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، إن “هذا الاعتراف هو الوحيد في العالم الذي جاء بصيغة التبني؛ ما يعني أن تل أبيب ستتبنى هذا القرار، بتعهدها بتعبئة كل الوسائل الدبلوماسية لصالح المملكة المغربية”.
وأضاف أتلاتي لهسبريس أن “تل أبيب ليست دولة عادية، وتأثيرها ونفوذها على المستوى العالمي كبير إلى درجة قوية، يؤثر بشكل كبير على سير السياسة الدولية”.
وأشار رئيس المركز المغربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية إلى أن “كل الدول التي تتعامل بشكل قريب مع تل أبيب ستتأثر بالقرار الإسرائيلي، وستذهب في الاتجاه نفسه على المديين القريب والمتوسط”.
تابع المتحدث عينه: “مجموعة من المفاجآت ستحدث في ملف الصحراء المغربية قريبا بعد الاعتراف الإسرائيلي”، مبرزا أن “تل أبيب رقم صعب في السياسة الدولية، وبلا شك سيقلب قرارها التاريخي الكثير من المعادلات الصعبة؛ وهو ما رأيناه من تأثير بليغ للرسالة نتانياهو على المنتظم العالمي”.
وخلص أتلاتي إلى أن “فرنسا تتلقى حاليا ضغطا قويا لتغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية بعد الاعتراف الإسرائيلي، خاصة بعد رسالة ممثل إسرائيل بالأمم المتحدة التي كانت بالأساس موجهة إلى قصر الإيليزيه، وكذا وجود لوبي يهودي جد قوي بفرنسا”.
حفيظ الزهري، محلل سياسي، سجل أن “الاعترافات المقبلة يتوقع أن تكون من قبل بريطانيا، وجل الدول الأنجلوساكسونية، إلى جانب دول شرق أوروبا، وبعض الدول الإفريقية”.
وأورد الزهري، ضمن حديثه لهسبريس، أن “تل أبيب لها تأثير بليغ على دول القرن الإفريقي، خاصة كينيا التي لها علاقات اقتصادية جد قوية مع إسرائيل، إلى جانب إثيوبيا”.
حسب المتحدث عينه، فإن “التأثير الإسرائيلي قد يكون قرب المحيط المغربي، خاصة في موريتانيا ونيجيريا. الأخيرة يربطها أنبوب الغاز مع الرباط، وهي أخرى مرشحة للسير في اتجاه الخطوة الإسرائيلية، نظرا لوجود لوبي إسرائيلي قوي بها”.
واستطرد المحلل السياسي ذاته بالقول: “نزاع الصحراء المغربية يتجه إلى الحل النهائي في ظل اقتناع دولي بأهمية الموقف المغربي”، ثم استدرك أن “الاعترافات تتوالى بمغربية الصحراء، والقنصليات تعج بالداخلة والعيون، وهي مؤشرات حاسمة تماما”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “الجهود الإسرائيلية يقابلها تحرك أمريكي منذ سنوات طويلة في نفس النهج، وبأجندات زمنية منتظمة، ستخرج نتائجها في المستقبل القريب”.