سياسة

دبلوماسية الجزائر تبعث “رسائل ود” إلى إسبانيا قبل تشكيل الحكومة الجديدة

في ظل “قطيعة ديبلوماسية واضحة” و”تراجع كبير” في المبادلات التجارية، كشف أحمد عطاف، وزير الخارجية الجزائري، عن مستجدات علاقات بلاده مع إسبانيا التي “ما تزال تراوح مكانها”.

وتحدث عطاف عن أسباب استمرار هذا “الجمود الديبلوماسي” مع مدريد، قائلا إن “الأسباب السابقة ما تزال قائمة”، في إشارة إلى موقف مدريد من مخطط الحكم الذاتي المغربي بالأقاليم الجنوبية.

وتبدو تصريحات رئيس الديبلوماسية الجزائرية رسالة “غير مباشرة” إلى مدريد حول “استمرار تشبثها بدعم الموقف المغربي من قضية الصحراء”، ورسالة أخرى مباشرة إلى “الحكومة الإسبانية المقبلة من أجل التحرك حسب رغبات قصر المرادية”.

وفي خضم هذا “الغضب الجزائري” تجاه إسبانيا، تبدو الأوساط السياسية بالجارة الشمالية “غير مستعدة” لسيناريو تغيير الموقف من مخطط الحكم الذاتي، وما لذلك من “تبعات سلبية” على سيرورة العلاقات المتميزة بين المملكتين، وهو ما لاحظه الناخبون الإسبان في خطابات كل من فيجوو وسانشيز قبل نهاية الانتخابات.

أمام ذلك، تواصل المبادلات التجارية بين كل من الجزائر وإسبانيا “سقوطها الحر”، إذ بحسب آخر الأرقام الرسمية، فإن “صادرات مدريد إلى الجزائر تراجعت بنسبة مهولة تصل إلى 90 بالمائة في الربع الأول من السنة الجارية، فيما ما تزال الجزائر ملتزمة بصادرات الغاز خوفا من عقوبات الاتحاد الأوروبي”.

العمراني بوخبزة، خبير سياسي مختص في الشأن الإسباني، يرى أن “خطاب عطاف لم يكن فقط موجها للحكومة الإسبانية المقبلة، بل أيضا إلى الأحزاب التي ستحاول من خلال عملية التحالف الحكومي المقبلة التقرب من المغرب”.

وقال بوخبزة، في تصريح لهسبريس، إن “هذا الأمر هدفه التأثير على طبيعة الحكومة الإسبانية المقبلة، التي يتمنى من خلالها النظام الجزائري صعود أحزاب ترافق روايته الانفصالية والعدائية تجاه المغرب”.

وأضاف الخبير السياسي المختص في الشأن الإسباني أن “الجزائر لم تكن في يوم من الأيام موضوعا رئيسيا في الانتخابات الإسبانية”، مشيرا إلى أن “خطاب عطاف يعد محاولة لإدخال الجزائر في حرب تشكيل الحكومة الإسبانية خدمة لمصالحها”، وفق تعبيره.

من جهته، فسر هشام عبود، ناشط جزائري معارض، أن “نظام الجارة الشرقية يعتقد أن جل دول العالم تشاركه منطق التفكير نفسه، وهذا الأمر يجعله خاطئا بشكل كبير في سياسته الخارجية، خاصة أمام إسبانيا”.

وقال عبود لهسبريس إن رهان عطاف التأثير على موقف مدريد من الحكم الذاتي من خلال إرسال رسائل إلى الحكومة الإسبانية المقبلة، “هو رهان خاطئ تماما”، بحكم أن هذا الاعتقاد برز أيضا مع دول أخرى لم تغير موقفها من الطرح المغربي بشأن الصحراء المغربية، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية.

وزاد أن “الديبلوماسية الجزائرية فشلت في جميع رهاناتها الخارجية، آخر هاته الخسائر الفادحة هو رفض الطلب الجزائري الانضمام إلى بريكس”.

وخلص عبود إلى أن “أسباب فشل الديبلوماسية الجزائرية تعود بالأساس إلى غياب مسؤولين حقيقيين في الأجهزة الديبلوماسية، إذ يطغى تواجد المسؤولين العسكريين، في وقت تغيب فيه الخبرة الاقتصادية والجيو-سياسية”.

Elaouad

جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة. تقدم آخر أخبار المغرب والعالم العربي بالاضافه الي أقوي الفيديوهات والصور الحصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى