سياسة

بولتون يعترف بانتصار المغرب في قضية الصحراء ويحذر الجزائر من العزلة

في “تحول كبير” في رؤيته لأحداث قضية الصحراء المغربية، أقر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لدى الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، أن “المملكة المغربية ربحت النزاع على أرض الواقع”.

هذا التحول ظهر خلال لقاء لبولتون مع ياسمين الحسناوي، أستاذة جامعية في العلوم السياسية تعد كتابا جديدا حول “نزاع الصحراء المغربية”، كشفت من خلاله “إقرار بولتون، المعروف بدعمه القوي للتنظيم البوليساريو المدعوم من الجزائر، بتحقيق المغرب انتصارا على أرض الواقع”.

الحسناوي كشفت لهسبريس تفاصيل اللقاء، قائلة إن “الأمر جاء ضمن حوارات عديدة أجريتها مع ديبلوماسيين أمريكيين سابقين كانوا معروفين بعدائهم للمملكة المغربية تاريخيا، بهدف إعداد كتاب حول: [قضية الصحراء المغربية من منظور السياسة الخارجية الجزائرية]”.

وأوردت الأستاذة الجامعية في العلوم السياسية أن “النقاش مع بولتون كان حول استحالة حل النزاع ضمن مبدأ تقرير المصير، وكذا إشكال إحصاء المحتجزين في مخيمات تندوف، إلى جانب العلاقات المتوترة بين الجزائر والمملكة المغربية، فضلا عن مستقبل قضية الصحراء المغربية الذي ما يزال على طاولة مجلس الأمن لمدة نصف قرن”.

المتحدثة عينها بينت أن “هذا اللقاء كان هدفه كشف الوقت الذي سيبقى فيه أمثال بولتون حبيسي هذا التفكير العدائي للمغرب”، مشيرة إلى أن “التطرق إلى مبدأ تقرير المصير مع بولتون بين وجود اعترافات مهمة من قبله على الرغم من تشبثه بالطرح الانفصالي”.

من بين هاته الاعترافات، تقول الحسناوي، “إقرار بولتون بأن إلغاء مبدأ تقرير المصير ضمن خطط حل نزاع الصحراء المغربية، هو انتصار للطرف المغربي. كما أن وجود المينورسو بعد زوال أطروحة الاستفتاء وتقرير المصير، أمر غير ضروري”.

وعلقت بأن “هذا الأمر بين وجود اعتراف من قبله بانتكاسة قوية لأعداء المملكة المغربية، إذ نجحت الأخيرة من خلال معارك داخل أروقة الأمم المتحدة في كسب رهان زوال منطق الاستفتاء وتبيان أن هذا النزاع مفتعل”.

ولفتت المتحدثة إلى أن “بولتون اعترف أيضا بأن الجزائر هي من تمنع إحصاء محتجزي مخيمات تندوف، خاصة وأن الأمم المتحدة قريبة من المخيمات وتستطيع القيام بذلك، غير أن السلطات الجزائرية ترفض ذلك تماما”.

“من جملة الاعترافات الأخرى التي أقر بها بولتون، كون تواجد المغرب منذ 1975 بهاته الأقاليم المتنازع عليها، وعدم معارضة مجلس الأمن ذلك في جل قرارته التي يدعو فيها إلى حل سياسي توافقي، ينم عن انتصار واضح للطرف المغربي على أرض الواقع”، بحسب الحسناوي.

سياسية تنويع الشركاء لدى المملكة المغربية، مسألة أخرى اعترف بولتون بقوتها. فبحسب الأستاذة الجامعية سالفة الذكر، فإن “بولتون اعتبر أن اتفاقات أبراهام التي وقعها المغرب تشكل انتصار قويا، وقد حذر الجزائر من أن تبقى منعزلة في الوسط الإقليمي دون تنويع للشراكات الخارجية والاستمرار في الحضن الروسي، وأكد أن مهاجمة المغرب بسبب علاقاته السياسية مع إسرائيل لن تفيد المنطقة”.

وأجملت المتحدثة ذاتها أن “بولتون اعترف بشكل عام بتفوق المملكة المغربية في قضية الصحراء، خاصة بعد إلغاء الاستفتاء، وهو ما يشكل نكسة قوية لأعداء الوحدة الترابية الذين يشاهدون اعترافا دوليا متناميا بأهمية المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره حلا واقعيا”، مبينة أن “التوجه للأصوات المعادية للمملكة والاستماع إليها، قد يعطينا اعترافات جد هامة تخدم قضيتنا الوطنية”.

وخلصت الحسناوي إلى أن “المسار الحالي لقضية الصحراء المغربية حسم سنة 2007، وهي السنة التي رافقها ذكر الجزائر من قبل مجلس الأمن بأنها طرف رئيسي، ودعم كبير من قبل المنتظم الدولي للطرح المغربي، بفضل العمل الكبير للديبلوماسية المغربية التي بينت بشكل جلي حقيقة النزاع أمام العالم”، مؤكدة أن “تقارير مجلس الأمن تغيرت لصالح الموقف المغربي في السنوات الأخيرة، وهو ما يرافق المتغيرات المهمة التي يعرفها الملف من قنصليات دولية في الأقاليم الجنوبية التي يعكف المغرب على مواصلة المسار التنموي بها وجلب الاستثمارات العالمية إليها، في مقابل غياب صوت للبوليساريو وداعمتها الجزائر”.

Elaouad

جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة. تقدم آخر أخبار المغرب والعالم العربي بالاضافه الي أقوي الفيديوهات والصور الحصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى