البوليساريو تواصل عرقلة مساعي المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية
جددت جبهة “البوليساريو” محاولاتها من أجل عرقلة مساعي المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، بخصوص التوصل إلى حل سياسي وواقعي في ما يتعلق بنزاع الصحراء المفتعل، إذ انتقد وفدها بنيويورك عدم انخراط مجلس الأمن في مسار المفاوضات السياسية.
ووجه سيدي محمد عمار، مسؤول الجبهة الانفصالية في نيويورك، انتقادات شديدة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن حول المسار السياسي الدولي الذي تحظى به قضية الصحراء المغربية، بالنظر إلى الانتكاسات التي منيت بها في الفترة الأخيرة.
في هذا الصدد، قال عباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في الرباط، إن “الرعاية الجزائرية للبوليساريو هي التي تجعلها تقوم بهذه الخرجات الدورية، رغم أن لغتها غير مبنية على مخرجات قرارات مجلس الأمن أو توجهات الأمم المتحدة”.
وأضاف الوردي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الكيان الانفصالي يريد الإجهاز على مقترح الحكم الذاتي الذي يلقى ترحيباً دوليا من قبل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة”، مورداً أن “الجبهة تجاوزت كل الخطوط الحمراء التي كرستها المنظومة الدولية عبر قرارات ملزمة”.
وأردف المتحدث بأن “الطرف الرئيسي في النزاع هو دولة الجزائر التي لم تقترح شيئاً، بل كرست واقع الهشاشة الاجتماعية والأمنية بمخيمات تندوف التي تحتضنها طيلة عقود”، مورداً أن “ستافان دي ميستورا وقف على الواقع المأساوي بالمخيمات أثناء الجولة الإقليمية”.
وتابع الأستاذ ذاته بأن “الأطفال المسلحين استقبلوا المبعوث الأممي أثناء حلوله بالمخيمات، وهو ما يخالف الاتفاقيات الدولية التي تحظر تجنيد الأطفال؛ فضلا عن جرائم الإبادة التي تقوم بها الجبهة الانفصالية ضد الشباب الصحراويين، إلى جانب الظروف الاجتماعية القاسية التي تكابدها النساء”.
عبد الواحد أولاد ملود، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش، أفاد من جانبه بأن “خرجات مسؤولي الجبهة الانفصالية عادية لأنها تكرس أزمة البوليساريو في العالم”، موردا أن “الجبهة تتجه إلى التصعيد بعد فشل مناوراتها السياسية”.
وأكد أولاد ملود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الحلول الأممية دعت إلى تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع، لكن البوليساريو تعارض ذلك لأنها ترفض الجلوس إلى طاولة الحوار بدعم من الجزائر”، موضحاً أن “الجزائر من صالحها الحفاظ على الوضع كما هو”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “الجزائر تستغل البوليساريو كمعادلة من أجل تحقيق توازنها في المنطقة، بسبب مساعي تصدير الأزمة إلى الخارج، بينما تهدف الجبهة الانفصالية إلى الحفاظ على مصالحها عبر ترك الأوضاع كما هي داخل مخيمات تندوف”.
شاركها على تويتر:
إرسال التعليق