وجه قرار تل أبيب الاعتراف بمغربية الصحراء ضربة مباشرة إلى الجزائر، التي تعد الحاضن الأساسي لجبهة “البوليساريو”، إذ ستسهم هذه الخطوة بالتأكيد في تغيير موازين القوى الدولية إزاء النزاع المفتعل.
وبعد تضاؤل نفوذ الجبهة الانفصالية لدى جل العواصم الدولية، لا سيما الإفريقية والأوروبية واللاتينية، بفضل جهود الدبلوماسية المغربية، سيشكل القرار الجديد لإسرائيل دفعة متقدمة للمغرب من أجل إقناع دول جديدة بواقعية الطرح السياسي للرباط.
وباتت مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية محل ترحيب دبلوماسي كبير من لدن أغلب دول العالم، اعتباراً للواقعية السياسية التي يحظى بها المقترح لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بالنظر إلى النهضة التنموية المحققة في الأقاليم الجنوبية.
في هذا الصدد، قال رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، إن “السياق الذي اعترفت فيه إسرائيل بمغربية الصحراء حساس للغاية، لأنه يتزامن أساسا مع الأزمة السياسية مع فرنسا”.
وأضاف لزرق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “البوليساريو ستفقد نفوذها لدى العواصم الغربية الكبرى، حيث ستنضاف مجموعة من الدول الأخرى إلى لائحة الداعمين الرسميين لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وأوضح الخبير في تقييم السياسات أن “الولايات المتحدة الأمريكية ستتجه غالباً إلى فتح قنصلية بالداخلة على غرار إسرائيل، مما سيؤدي إلى تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية لدى المنتظم الدولي، وبالتالي سيزداد الضغط على الجزائر التي توفر الدعم المالي والسياسي للجبهة الانفصالية”.
وذكر محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن “هذا القرار يكرس حالة الحسم السياسي والدبلوماسي للمغرب إزاء قضية وحدته الترابية، خاصة بعد توالي المواقف الدولية الوازنة المساندة لمغربية الصحراء”.
وأفاد سالم عبد الفتاح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن “اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء يكرّس تفكك وترهل المشروع الانفصالي، لا سيما مع تغير المقاربة الأممية التي باتت مضمنة في قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة التي تنحو نحو الواقعية”.
وأردف رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان بأن “المقاربات الأممية قطعت مع التوجهات الانفصالية الراديكالية لخصوم المغرب”، مبرزا أن “القرار سيعزز الشراكة الأمنية والعسكرية مع إسرائيل، وهو ما سيسهم في حصول المغرب على أحدث التقنيات العسكرية المتطورة التي تحسم المعارك الميدانية”.
