إقرار إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء يقوي دعم الرباط للقضية الفلسطينية

في سياق الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، تبدو الرباط أقرب إلى لعب دور الوساطة بين فلسطين وتل أبيب، بعد الدعوة التي وجهها العاهل المغربي محمد السادس إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لزيارة المملكة.
بقي المغرب، منذ عودة العلاقات مع الطرف الإسرائيلي سنة 2020، “متشبثا” بالدفاع عن القضية الفلسطينية، وأصدر بلاغات “شديدة اللهجة” ضد التحركات الإسرائيلية العسكرية؛ وهو الأمر الذي لم ينعكس سلبا على العلاقات مع تل أبيب، الأخيرة التي تتفهم نخبها السياسية “الدور المركزي الذي يلعبه المغرب في القضية الفلسطينية، إذ يرأس لجنة القدس منذ سنة 1975”.
يضع المغرب القضية الفلسطينية ضمن الأولويات، ومع تقدم العلاقات مع إسرائيل إلى مستويات قوية، بعد إزالة العوائق التي كانت تضعف الثقة ببن الطرفين، ستكون الرباط أمام “طريق فسيح” للعب دور الوساطة في أحد “أكثر الملفات تعقيدا” عبر التاريخ.
“فشلت” العديد من الوساطات عبر التاريخ في حل الأزمة الفلسطينية، على الرغم من ثقل الوزن السياسي لأصحابها، إذ يبقى عامل التقارب الإيديولوجي والسياسي “عائقا مهما”، ومع السمعة الكبيرة التي يحظى بها المغرب من لدن الفرقاء الفلسطينيين، ومن جهة لدى المنتظم الدولي، قد يكون المغرب “الورقة الحاسمة” لحل النزاع.
موفق واضح
محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة والسياسات العامة بجامعة القاضي عياض بمراكش، قال إن “الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء يجعل التقارب المغربي مع كل من تل أبيب وفلسطين في مستويات كبيرة يمكن أن ينعكس إيجابا على القضية الفلسطينية”.
وأضاف بنطلحة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب، ملكا وشعبا، له موقف واضح من القضية الفلسطينية؛ فقد انخرطت المملكة، في كل المناسبات الرسمية وغير الرسمية، من أجل نصرة الشعب الفلسطيني”.
يتابع المتحدث عينه: ” المغرب يدافع عن القضية الفلسطينية دون أي تبعية أو أجندة سياسية”، لافتا إلى أن “الرسالة الجوابية التي وجهها العاهل المغربي محمد السادس لنتانياهو لم تبق حبيسة الحديث عن ملف الصحراء المغربية؛ بل تطرقت إلى موضوع التأكيد على دفاع المملكة عن نصرة الشعب الفلسطيني”.
وشدد أستاذ علم السياسة والسياسات العامة بجامعة القاضي عياض بمراكش على أن “المملكة المغربية ستبقى صامدة في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، وستحرص على لعب دور الوساطة عبر دبلوماسيته الحكيمة والهادئة”.
إحياء السلام
سجل الحسين كنون، محام ومحلل سياسي دولي، أن “الوساطة المغربية بين فلسطين وإسرائيل حان وقتها بكل تأكيد، خصوصا مع المتغيرات العالمية في الوقت الراهن”.
وأورد كنون أن “الاعتراف الإسرائيلي سيفتح مرحلة جديدة لإحياء عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، خصوصا أن الرباط فاعل أساسي في السياسية الدولية، وتحديدا في إفريقيا والشرق الأوسط”.
وشدد المتحدث عينه، في تصريح لهسبريس، على أن “المغرب حرص على إبقاء موقفه من القضية الفلسطينية منذ عودة العلاقات مع تل أبيب؛ فقد حرص العاهل المغربي، حينها، مباشرة على الاتصال بالرئيس الفلسطيني”.
وخلص المحلل السياسي الدولي إلى أن “تل أبيب وفلسطين بحاجة إلى محاور موثوق به، لا يحمل أجندات سياسية، وليس له أهداف غير السلم والأمن بالمنطقة؛ وهي شروط تتوفر تماما في المملكة المغربية”.